تَجَرَّع أَسىً قَد أَقفَرَ الجَرَعُ الفَردُ | |
|
| وَدَع حِسيَ عَينٍ يَحتَلِب ماءَها الوَجدُ |
|
إِذا اِنصَرَفَ المَحزونُ قَد فَلَّ صَبرَهُ | |
|
| سُؤالُ المَغاني فَالبُكاءُ لَهُ رِدُّ |
|
بَدَت لِلنَوى أَشياءُ قَد خِلتُ أَنَّها | |
|
| سَيَبدَأُني رَيبُ الزَمانِ إِذا تَبدو |
|
نَوىً كَاِنقِضاضِ النَجمِ كانَت نَتيجَةً | |
|
| مِنَ الهَزلِ يَوماً إِنَّ هَزلَ الهَوى جِدُّ |
|
فَلا تَحسَبا هِنداً لَها الغَدرُ وَحدَها | |
|
| سَجِيَّةَ نَفسٍ كُلُّ غانِيَةٍ هِندُ |
|
وَقالوا أُسىً عَنها وَقَد خَصَمَ الأُسى | |
|
| جَوانِحُ مُشتاقٍ إِذا خاصَمَت لُدُّ |
|
وَعَينٌ إِذا هَيَّجتَها عادَتِ الكَرى | |
|
| وَدَمعٌ إِذا اِستَنجَدتَ أَسرابَهُ نَجدُ |
|
وَما خَلفَ أَجفاني شُؤونٌ بَخيلَةٌ | |
|
| وَلا بَينَ أَضلاعي لَها حَجَرٌ صَلدُ |
|
وَكَم تَحتَ أَرواقِ الصَبابَةِ مِن فَتىً | |
|
| مِنَ القَومِ حُرٍّ دَمعُهُ لِلهَوى عَبدُ |
|
وَما أَحَدٌ طارَ الفِراقُ بِقَلبِهِ | |
|
| بِجَلدٍ وَلَكِنَّ الفِراقَ هُوَ الجَلدُ |
|
وَمَن كانَ ذا بَثٍّ عَلى النَأيِ طارِفٍ | |
|
| فَلي أَبَداً مِن صَرفِهِ حُرَقٌ تُلدُ |
|
فَلا مَلِكٌ فَردُ المَواهِبِ وَاللُهى | |
|
| يُجاوِزُ بي عَنهُ وَلا رَشَأٌ فَردُ |
|
مُحَمَّدُ يا بنَ الهَيثَمِ اِنقَلَبَت بِنا | |
|
| نَوىً خَطَأٌ في عَقبِها لَوعَةٌ عَمدُ |
|
وَحِقدٌ مِنَ الأَيّامِ وَهيَ قَديرَةٌ | |
|
| وَشَرُّ السَجايا قُدرَةٌ جارُها حِقدُ |
|
إِساءَةَ دَهرٍ أَذكَرَت حُسنَ فِعلِهِ | |
|
| إِلَيَّ وَلَولا الشَريُ لَم يُعرَفِ الشُهدُ |
|
أَما وَأَبي أَحداثِهِ إِنَّ حادِثاً | |
|
| حَدا بِيَ عَنكَ العيسَ لَلحادِثُ الوَغدُ |
|
مِنَ النَكباتِ الناكِباتِ عَنِ الهَوى | |
|
| فَمَحبوبُها يَحبو وَمَكروهُها يَعدو |
|
لَيالِيَنا بِالرَقَّتَينِ وَأَهلِها | |
|
| سَقى العَهدَ مِنكِ العَهدُ وَالعَهدُ وَالعَهدُ |
|
سَحابٌ مَتى يَسحَب عَلى النَبتِ ذَيلَهُ | |
|
| فَلا رَجِلٌ يَنبو عَلَيهِ وَلا جَعدُ |
|
ضَرَبتُ لَها بَطنَ الزَمانِ وَظَهرَهُ | |
|
| فَلَم أَلقَ مِن أَيّامِها عِوَضاً بَعدُ |
|
لَدى مَلِكٍ مِن أَيكَةِ الجودِ لَم يَزَل | |
|
| عَلى كَبِدِ المَعروفِ مِن فِعلِهِ بَردُ |
|
رَقيقِ حَواشي الحِلمِ لَو أَنَّ حِلمَهُ | |
|
| بِكَفَّيكَ ما مارَيتَ في أَنَّهُ بُردُ |
|
وَذو سَورَةٍ تَفري الفَرِيَّ شَباتُها | |
|
| وَلا يَقطَعُ الصَمّامُ لَيسَ لَهُ حَدُّ |
|
وَداني الجَدا تَأتي عَطاياهُ مِن عَلٍ | |
|
| وَمَنصِبُهُ وَعرٌ مَطالِعُهُ جُردُ |
|
فَقَد نَزَلَ المُرتادُ مِنهُ بِماجِدٍ | |
|
| مَواهِبُهُ غَورٌ وَسُؤدُدُهُ نَجدُ |
|
غَدا بِالأَماني لَم يُرِق ماءَ وَجهِهِ | |
|
| مِطالٌ وَلَم يَقعُد بِآمالِهِ الرَدُّ |
|
بِأَوفاهُمُ بَرقاً إِذا أَخلَفَ السَنا | |
|
| وَأَصدَقِهِم رَعداً إِذا كَذَبَ الرَعدُ |
|
أَبَلِّهِم ريقاً وَكَفّاً لِسائِلٍ | |
|
| وَأَنضَرِهِم وَعداً إِذا صَوَّحَ الوَعدُ |
|
كَريمٌ إِذا أَلقى عَصاهُ مُخَيِّماً | |
|
| بِأَرضٍ فَقَد أَلقى بِها رَحلَهُ المَجدُ |
|
بِهِ أَسلَمَ المَعروفُ بِالشامِ بَعدَما | |
|
| ثَوى مُنذُ أَودى خالِدٌ وَهوَ مُرتَدُّ |
|
فَتىً لا يَرى بُدّاً مِنَ البَأسِ وَالنَدى | |
|
| وَلا شَيءَ إِلّا مِنهُ غَيرَهُما بُدٌّ |
|
حَبيبٌ بَغيضٌ عِندَ راميكَ عَن قِلىً | |
|
| وَسَيفٌ عَلى شانيكَ لَيسَ لَهُ غِمدٌ |
|
وَكَم أَمطَرَتهُ نَكبَةٌ ثُمَّ فُرِّجَت | |
|
| وَلِلَّهِ في تَفريجِها وَلَكَ الحَمدُ |
|
وَكَم كانَ دَهراً لِلحَوادِثِ مُضغَةً | |
|
| فَأَضحَت جَميعاً وَهيَ عَن لَحمِهِ دُردُ |
|
تُصارِعُهُ لَولاكَ كُلُّ مُلِمَّةٍ | |
|
| وَيَعدو عَلَيهِ الدَهرُ مِن حَيثُ لا يَعدو |
|
تَوَسَّطتَ مِن أَبناءِ ساسانَ هَضبَةً | |
|
| لَها الكَنَفُ المَحلولُ وَالسَنَدُ النَهدُ |
|
بِحَيثُ اِنتَمَت زُرقُ الأَجادِلِ مِنهُمُ | |
|
| عُلُوّاً وَقامَت عَن فَرائِسِها الأُسدُ |
|
أَلَم تَرَ أَنَّ الجَفرَ جَفرَكَ في العُلى | |
|
| قَريبُ الرِشاءِ لا جَرورٌ وَلا ثَمدُ |
|
إِذا صَدَرَت عَنهُ الأَعاجِمُ كُلُّها | |
|
| فَأَوَّلُ مَن يُروى بِهِ بَعدَها الأَزدُ |
|
لَهُم بِكَ فَخرٌ لا الرِبابُ تُرِبُّهُ | |
|
| بِدَعوى وَلَم تَسعَد بِأَيّامِهِ سَعدُ |
|
وَكَم لَكَ عِندي مِن يَدٍ مُستَهِلَّةٍ | |
|
| عَلَيَّ وَلا كُفرانَ عِندي وَلا جَحدُ |
|
يَدٌ يُستَذَلُّ الدَهرُ في نَفَحاتِها | |
|
| وَيَخضَرُّ مِن مَعروفِها الأُفقُ الوَردُ |
|
وَمِثلِكَ قَد خَوَّلتُهُ المَدحَ جازِياً | |
|
| وَإِن كُنتَ لا مِثلٌ إِلَيكَ وَلا نِدُّ |
|
نَظَمتُ لَهُ عِقداً مِنَ الشِعرِ تَنضُبُ ال | |
|
| بِحارُ وَما داناهُ مِن حَليِها عِقدُ |
|
تَسيرُ مَسيرَ الشَمسِ مُطَّرَفاتُها | |
|
| وَما السَيرُ مِنها لا العَنيقُ وَلا الوَخدُ |
|
تَروحُ وَتَغدو بَل يُراحُ وَيُغتَدى | |
|
| بِها وَهيَ حَيرى لا تَروحُ وَلا تَغدو |
|
تُقَطِّعُ آفاقَ البِلادِ سَوابِقاً | |
|
| وَما اِبتَلَّ مِنها لا عِذارٌ وَلا خَدُّ |
|
غَرائِبُ ما تَنفَكُّ فيها لُبانَةٌ | |
|
| لِمُرتَجِزٍ يَحدو وَمُرتَجِلٍ يَشدو |
|
إِذا حَضَرَت ساحَ المُلوكِ تُقُبِّلَت | |
|
| عَقائِلُ مِنها غَيرُ مَلموسَةٍ مُلدُ |
|
أُهينَ لَها ما في البُدورِ وَأُكرِمَت | |
|
| لَدَيهِم قَوافيها كَما يُكرَمُ الوَفدُ |
|