نورُ الوفاءِ بأَرضِنا لَكَ ساطِعُ | |
|
| والحَقُّ شملٌ عِنْدَنا بِكَ جامِعُ |
|
هُدِيَتْ إِلَى المَنْصُورِ دَعْوَتُكَ الَّتِي | |
|
| صِدْقُ الوِدادِ بِهَا إِلَيْهِ شافِعُ |
|
وأَواصِرٌ نَزَعَتْ بِهِنَّ عَناصِرٌ | |
|
| حَنَّتْ وهُنَّ لشكلِهِنَّ نَوازِعُ |
|
تِلْكَ المعاهِدُ من عهودِكَ عندَهُ | |
|
| لَمْ يَعْفُهُنَّ مصائِفٌ ومَرَابِعُ |
|
صَدَقَتْ فلا بَرْقُ المَوَدَّةِ خُلَّبٌ | |
|
| منها ولا غَيمُ القرابَةِ خادِعُ |
|
بوسائِلٍ هَتَفَتْ بِهِنَّ جوانِحٌ | |
|
| فَتَفَرَّجَتْ لِقُبُولِهِنَّ أَضالِعُ |
|
فَهِيَ الظِّماءُ إِلَى المياهِ شَوَارِعٌ | |
|
| وهِيَ الطُّيورُ إِلَى الوُكورِ قَوَاطِعُ |
|
طُوِيَتْ لَهَا بُعُدُ التَّنائِفِ وانْزَوى | |
|
| لدُنُوِّها منهُ الفضاءُ الواسِعُ |
|
وقَدَحْنَ بالمَرْخِ العَفَارِ فأَقْلَعا | |
|
| والليلُ بَيْنَهُما نهارٌ ساطِعُ |
|
وَزَرَعْنَ فِي التُّرْبِ الكريمِ مكارِماً | |
|
| أَوْفَتْ لحاسِدِها بما هُوَ زارِعُ |
|
نادى المُنادِي من مَنادٍ مُسمِعاً | |
|
| فأَجابَهُ لِتُجِيبَ رَأْيٌ سامِعُ |
|
بِشَوَابِكِ الرَّحِمِ المُوَصَّلَةِ الَّتِي | |
|
| وُصِلَ الوَصُولُ بِهَا وجُبَّ القاطِعُ |
|
أَشرقْنَ والأَيامُ ليلٌ دامِسٌ | |
|
| وحَلَوْنَ والأَنسابُ سُمٌّ ناقِعُ |
|
برعايَةٍ لا هَدْيُ هُودٍ غائِبٌ | |
|
| عنها ولا إِيصاءُ يَعْرُبَ ضائِعُ |
|
ودُنُوُّها دِينٌ لكُمْ وفرائِضٌ | |
|
| وسناؤها سُنَنٌ لكُمْ وشرائِعُ |
|
فإِذا تُثَوِّبُ فالقلوبُ نواظِرٌ | |
|
| وإِذا تُنادِي فالنفوسُ سَوَامِعُ |
|
بعواطِفِ اليَمَنِ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا | |
|
| وهِيَ اليَمِينُ أَنامِلٌ وأَصابِعُ |
|
جَمَعَتْكُمُ ببطونِهِنَّ حواملٌ | |
|
| وغَذَتْكُمُ بِثُدِيِّهِنَّ مَرَاضِعُ |
|
ونحورُها مأْوَىً لكُمْ ومعايِشٌ | |
|
| وجُحورُها مَثْوىً لكُمْ ومَضاجِعُ |
|
فَتَبِعْتُمُ آثارَ مَا نَهَجَتْ لكُمْ | |
|
| فِي النَّصْرِ أَذواءٌ لكُمْ وتبابِعُ |
|
قهرُوا الجبابِرَ فالرِّقابُ مقاطِعٌ | |
|
| لسيوفِهِمْ أَوْ فَالرِّقابُ خَوَاضِعُ |
|
وسَرَوْا إِلَى داعِي الهَوى فَمُصدِّقٌ | |
|
| ومسابِقٌ ومُبادِرٌ ومُبايِعُ |
|
الناصِرِينَ الناصِحِينَ فما لَهُمْ | |
|
| فِي غيرِ مَا يُرضِي الإلهَ مَوَازِعُ |
|
مَا أُشْرِعَتْ فِي النَّاكِثِينَ رِماحُهُمْ | |
|
| إِلّا وبابُ النَّصْرِ منها شارِعُ |
|
وإِذا سُيُوفُهُمُ لَمَعْنَ لوقعَةٍ | |
|
| جَلَلٍ فوجْهُ الفتحِ فِيهَا لامِعُ |
|
لم يَرفعُوا راياتِهِمْ إِلّا عَلَتْ | |
|
| والحق مرفوعٌ بِهِنَّ ورافِعُ |
|
فالدينُ أَعلامٌ لَهُم ومعالِمٌ | |
|
| والكفرُ أَشلاءٌ لَهُمْ ومصارِعُ |
|
أَبَني منادٍ إِنْ تُنادُوْا للنَّدى | |
|
| أَوْ للطِّعانِ فمُسْرِعٌ ومُسارِعُ |
|
أَو تَغْضَبُوا فَمعارِكٌ ومَهالِكٌ | |
|
| أَوْ تَرْتَضُوا فقَطائِعٌ وصَنائِعُ |
|
أَو تَرْكَبُوا فمناظِرٌ ومَخابِرٌ | |
|
| أَوْ تنزِلوا فَمشاهِدٌ ومَجامِعُ |
|
الشَّامُ شامُكُمُ ومِصْرٌ مِصْرُكُمْ | |
|
| والمَغْرِبانِ لَكُمْ حِمىً ومَرَاتِعُ |
|
والمشرِقُ الأَعْلى أَبُو الحَكَمِ الَّذِي | |
|
| نادَيتُمُ فالدَّهْرُ عَبْدٌ طائِعُ |
|
أَصفى المُلُوكِ فَناصِرٌ أَوْ واصلٌ | |
|
| وصَفا الأَنامُ فعائِذٌ أَوْ خاضِعُ |
|
لم يطلُعِ البدرُ المنيرُ ببلْدَةٍ | |
|
| إِلّا لكُمْ فِيهَا هلالٌ طالِعُ |
|
ولكُمْ بدارِ المُلْكِ من سَرَقُسْطَةٍ | |
|
| قلَمٌ لأَقلامِ البَرِيَّةِ فارعُ |
|
بِمَفاخِرٍ من مُنْذِرٍ ومآثِرٍ | |
|
| نُظِمَتْ بِمَنْطِقِهِ فَهُنَّ شوائِعُ |
|
وبها لَهُ فِي المَغْرِبَيْنِ مغارِبٌ | |
|
| ولِذِكْرِهِ فِي المَشْرِقَيْنِ مَطالِعُ |
|
سَكَنَتْ بِهَا الآفاقُ وَهْيَ غرائِبٌ | |
|
| واسْتَأْنَسَتْ بالعِلْمِ وَهْيَ بَدَائِعُ |
|
فالجَوُّ من فحواهُ مِسكٌ فائِحٌ | |
|
| والأَرْضُ من يُمْناهُ روضٌ يانِعُ |
|
من بعدِما وَلَدَتْهُ مِنْ صِنْهاجَةٍ | |
|
| شِيَمٌ إِلَى مَلِكِ المُلُوكِ شَوافِعُ |
|
|
| وصوائِبٌ وثواقبٌ ولَوَامِعُ |
|
فبِها يُسَابِقُ نحوها ويُشَايِعُ | |
|
| وبها إِلَى يُمْنى يَدَيْهِ يُنازِعُ |
|
إِنْ تُشْرِقِ الدنيا ببارِعِ ذِكْرِهِ | |
|
| فَمَحَلُّهُ عِنْدَ ابْنِ يَحْيى بارِعُ |
|
مُسْتَودَعاً لكُمُ مَليكاً نَفْسُهُ | |
|
| وحياتُهُ فِي راحَتَيْهِ وَدَائِعُ |
|
فاسْعَدْ أَبا مَسعُودَ بالهِمَمِ الَّتِي | |
|
| عَلِيَتْ فَهُنَّ إِلَى النُّجومِ نَوَازِعُ |
|
إِن كَانَ سَيْبُكَ للحقوقِ مُؤَدِّياً | |
|
| فينا فسيفُكَ للحقائقِ مانِعُ |
|
بحقائِقٍ تَجْلُو الخطوبُ كَأَنَّما | |
|
| رَيْبُ الزَّمانِ لَهَا كَمِيٌّ دارِعُ |
|
ومواهِبٍ فيما حَويْتَ كَأَنَّها | |
|
| فِيمَنْ غَزَوْتَ مَلاحِمٌ وَوَقائِعُ |
|
وعَلَيْكَ من نفسِي سلامٌ طَيِّبٌ | |
|
| مُتَرادِفٌ مُتَواصِلٌ مُتتابِعُ |
|
الغادِياتُ بِهِ إِلَيْكَ نَوَافِحٌ | |
|
| والطارِقاتُ بِهِ عَلَيْكَ ضوائِعُ |
|