الْيَوْمَ أَبْهَجَتِ المُنى إِبْهَاجَهَا | |
|
| وَتَوسَّطَتْ شَمْسُ الضُّحى أَبْرَاجَهَا |
|
ما لِلْوزارَةِ لا تضِيءُ لَنَا وَقَدْ | |
|
| أَضْحى سِرَاجُ العَالَمِينَ سِرَاجَهَا |
|
شَمْسٌ تبدَّتْ فِي ذَوَائِبِ يَعْرُبٍ | |
|
| رَكِبَتْ إِلَى الرُّتَبِ العُلى مِعْرَاجَهَا |
|
لَمْ تَنْتَقِلْ قِدْماً لأَوَّلِ مَنْزِلٍ | |
|
| فِي المجْدِ حَتَّى اسْتَقْبَلَتْ مِنْهَاجَهَا |
|
أَنْجَبْتَهُ ذُخْرَ الخِلافَةِ إِنْ شَكَتْ | |
|
| أَلَماً تَضَمَّنَ بُرْءَهَا وَعِلاجَهَا |
|
وَسَلَلْتَهُ سيفاً لكلِّ مُلِمَّةٍ | |
|
| يَفْرِي بِأَوَّلِ ضَرْبَةٍ أَوْدَاجَهَا |
|
فَنَظَمْتَ فِي صَدرِ الوزارة عِقْدَها | |
|
| وَعَقَدْتَ فِي رأسِ الرِّيَاسَةِ تاجَهَا |
|
والخيلُ جَانِحَةٌ إِلَيْهِ كُلَّما | |
|
| رُفِعَ اللِّوَاءُ وأَوْجَسَتْ إِسْرَاجَها |
|
وكَأَنَّنِي بِجَبِينِهِ فِي لُجَّةٍ | |
|
| للحَرْبِ يَخْرِقُ بالقَنَا أَموَاجَهَا |
|
حَتَّى يُغيّبَ فِي النُّجُومِ دِماءَهَا | |
|
| دَفْناً وَيَرْفَعَ فِي السَّمَاءِ عَجَاجهَا |
|
ويَؤُوبَ بالفتحِ المُبِينِ وَقَدْ كَسَا | |
|
| نَفَلُ العُداةِ شِعَابَها وَفِجاجَهَا |
|
يا قِبْلَةً لِلآمِلينَ وَكَعْبَةً | |
|
| تَدْعُو بِحَيّ عَلَى النَّدَى حُجَّاجَها |
|
ومُبارِزَ الأُسْدِ الغِضابِ وَقَدْ غَلَتْ | |
|
| حربٌ تُوَكِّلُ بالحتوفِ هِياجَهَا |
|
أَنتَ الَّذِي فَرَّجْتَ عَنِّي كُرْبَةً | |
|
| للدهر قَدْ سَدَّتْ عَلَيَّ رِتَاجَها |
|
وجلوتَ لي فَلَقَ المُنى من ليلة | |
|
| طاوَلْتَ فِي ظُلَمِ الأَسى إِدلاجَها |
|
وسقيتَنِي من جودِ كَفِّكَ مُنعِماً | |
|
| كأْساً وجدتُ من الحياةِ مِزاجَهَا |
|
فَلأُلْبِسَنَّ الدهر فيك مَلابِساً | |
|
| للحَمْدِ أحكمَ مَنْطِقي دِيباجَها |
|
جُدُداً عَلَى طولِ الزمانِ أبى لَهُ | |
|
| حُرُّ التيقُّظِ والنُّهى إِنْهاجَها |
|
ما عاقَبَ الليلُ النهارَ ورَجَّعَتْ | |
|
| وُرْقُ الحمائِمِ بالضُّحَى أَهْزاجَها |
|