لَكَ اللهُ بِالنَّصْرِ العزيزِ كَفيلُ | |
|
| أَجَدَّ مُقامٌ أَم أَجدَّ رَحيلُ |
|
هوَ الفتحُ أَمَّا يَومُهُ فَمُعَجَّلٌ | |
|
| إليكَ وَأَمَّا صُنعُهُ فَجزِيلُ |
|
وآياتُ نصرٍ مَا تزالُ وَلَمْ تزَلْ | |
|
| بهنَّ عماياتُ الضَّلالِ تَزولُ |
|
سيوفٌ تنيرُ الحقَّ أنَّى انْتَضَيْتَها | |
|
| وخيلٌ يجولُ النصرُ حَيْثُ تَجولُ |
|
أَلا فِي سبيلِ اللهِ غزوُكَ من غَوى | |
|
| وَضلَّ بِهِ فِي النَّاكثينَ سَبِيلُ |
|
لئِنْ صَدِئَتْ أَلبابُ قومٍ بمكرِهِمْ | |
|
| فسيفُ الهدى فِي راحَتَيْكَ صَقيلُ |
|
فَإِنْ يَحْيَ فيهم بَغْيُ جالُوتَ جَدِّهِمْ | |
|
| فَأَحجارُ دَاودٍ لَديْكَ مُثُولُ |
|
هُدىً وَتُقىً يُودِي الظلامُ لَدَيْهِما | |
|
| وحقٌّ بدفعِ المُبْطِلينَ كَفيلُ |
|
بجمعٍ لَهُ من قائدِ النصرِ عاجِلٌ | |
|
| إِلَيْهِ ومن حَقِّ اليقينِ دَليلُ |
|
تحمَّلَ منه البحرُ بحراً من القَنَا | |
|
| يروعُ بِهَا أَمواجَهُ وَيَهُولُ |
|
بِكُلِّ مَعَالاةِ الشِّرَاعِ كَأَنَّها | |
|
| وَقَدْ حملَتْ أُسْدَ الحَقائِقِ غِيلُ |
|
إِذا سَابَقَتْ شَأْوَ الرِّيَاحِ تخَيَّلَتْ | |
|
| خيولاً مدى فُرْسَانِهِنَّ خُيُولُ |
|
سحائبُ تزجيها الرياح فإِنْ وَفَتْ | |
|
| أَنافَتْ بِأَجْيَادِ النعامِ فُيُولُ |
|
ظباءُ سِمَامٍ مَا لَهُنَّ مَفَاحِصٌ | |
|
| وزُرْقُ حَمامٍ مَا لَهُنَّ هَدِيلُ |
|
سَوَاكِنُ فِي أَوْطانهنَّ كَأَنْ سَمَا | |
|
| بِهَا الموجُ حَيْثُ الرَّاسِيَاتُ تَزُولُ |
|
كما رفع الآلُ الهوادجَ بالضُّحى | |
|
| غَداةَ استَقَلَّتْ بالخليطِ حُمُولُ |
|
أَراقِمُ تَقْرِي ناقعَ السّمِّ مَا لَهَا | |
|
| بما حَملت دون الغواة مقيلُ |
|
إِذا نَفَثَتْ فِي زوْرِ زِيري حُماتَها | |
|
| فَوَيْلٌ لَهُ من نَكْزِها وأَليلُ |
|
هنالك يَبْلُو مرتعَ المكْرِ أَنَّهُ | |
|
| وخِيمٌ عَلَى نفس الكَفُورِ وَبِيلُ |
|
كَتائبُ تعتامُ النفاقَ كَأَنَّها | |
|
| شآبيبُ فِي أَوطانه وَسُيُولُ |
|
بكُلِّ فتىً عارِي الأَشَاجِع مَا لَهُ | |
|
| سِوَى الموت فِي حَمْيِ الوطيسِ مَثِيلُ |
|
خفيفٌ عَلَى ظهرِ الجواد إِذَا عدا | |
|
| ولكن عَلَى صَدْرِ الكَمِيِّ ثقيلُ |
|
وجرداءَ لَمْ تبخل يداها بغايةٍ | |
|
| ولا كَرُّها نحو الطعان بخيلُ |
|
لها من خوافي لَقْوَةِ الجَوِّ أَرْبَعٌ | |
|
| وَكَشحانِ من ظبي الفَلا وَتَلِيلُ |
|
وَبيضٍ تَرَكْنَ الشِّرْكَ فِي كل مُنْتَأىً | |
|
| فُلُولاً وَمَا أَزرى بهنَّ فُلُولُ |
|
تمورُ دماءُ الكُفرِ فِي شَفَراتِها | |
|
| ويرجعُ عنها الطرفُ وهوَ كليلُ |
|
وأَسمرَ ظمآنِ الكعوبِ كَأَنَّما | |
|
| بِهِنَّ إِلَى شُرْبِ الدماءِ غليلُ |
|
إِذا مَا هوى للطعنِ أَيقنتَ أَنه | |
|
| لصرف الرَّدَى نحو النفوس رسولُ |
|
وَحنَّانَةِ الأَوتَارِ فِي كلِّ مهجةٍ | |
|
| لعاصيكَ أَوْتَارٌ لَهَا وَذُحُولُ |
|
إِذا نَبْعُها عنها أَرَنَّ فإنما | |
|
| صداه نحيبٌ فِي العدى وعويلُ |
|
كَتائبُ عِزُّ النصرِ فِي جَنَبَاتِها | |
|
| فكلُّ عزيزٍ يمَّمَتْهُ ذليلُ |
|
يُسَيِّرُها فِي البرِّ والبحر قائدٌ | |
|
| يسيرٌ عَلَيْهِ الخطبُ وَهْوَ جليلُ |
|
جوادٌ لَهُ من بهجة العزِّ غُرَّةٌ | |
|
| ومن شِيَمِ الفضلِ المبينِ حُجولُ |
|
به أَمِنَ الإسلامُ شرقاً ومغرباً | |
|
| وغالت غواياتِ الضلالةِ غُولُ |
|
يَصُولُ بسيفِ اللهِ عَنَّا وإنما | |
|
| بِهِ السيف فِي ضَنْكِ المقام يصولُ |
|
حُسامٌ لداءِ المكر والغدر حاسمٌ | |
|
| وظلٌّ عَلَى الدين الحنيف ظليلُ |
|
إِذا انْشَقَّ ليلُ الحربِ عن صُبحِ وجههِ | |
|
| فقد آن من يوم الضلالِ أَصيلُ |
|
كَريمُ التأَنِّي فِي عِقَابِ جُنَاتِهِ | |
|
| وَلَكِنْ إِلَى صوت الصَّرِيخ عَجُولُ |
|
لِيَزْهُ بِهِ بحرٌ كَأَنَّ مُدُودَدُ | |
|
|
ويا رُبَّ نجمٍ في الدُّجى وَدَّ أَنَّه | |
|
| من المركَبِ الحاوي سناه بديلُ |
|
تهادت بِهِ أَنفاسُ رَوْحٍ من الصَّبا | |
|
| وَخَدٌّ من البحر الخِضَمِّ أَسيلُ |
|
وقد أَوْمَتِ الأَعلامُ نحوَ حُلُولِهِ | |
|
| وحنَّ من الغُرِّ الجياد صهيلُ |
|
فجلّى سناه العدْوَتَيْنِ وَبَشَّرَتْ | |
|
| خوافقُ راياتٍ لَهُ وَطبولُ |
|
وأَيقنَ باغِي حتفِه أَنَّ أُمَّه | |
|
| وَقَدْ أَمَّهُ الليثُ الهصورُ هَبُولُ |
|
فواتحُ عِزٍّ مَا لَهَا دونَ زمزمٍ | |
|
| وَلا دُونَ سَعْي المروتَيْنِ قُفُولُ |
|
وهل عائقٌ عنها وكلّ سَنِيَّةٍ | |
|
| إليك تَسَامى أَوْ إليكَ تَؤولُ |
|
سيوفٌ عَلَى الجُرْدِ العِتاقِ عَزِيزَةٌ | |
|
| وَأَرْضٌ إِلَى البَيْتِ العَتيقِ ذَلُولُ |
|
فقد أَذِنتْ تِلْكَ الفِجَاجُ وَدُمِّثَتْ | |
|
| حُزونٌ لِمَهوَى مَرِّهَا وسُهولُ |
|
وقامَ بِهَا عند المقامِ مُبَشِّرٌ | |
|
| وشَامَ سناها شَامَةٌ وطَفِيلُ |
|
فيَهنيك يَا منصورُ مبدأُ أَنْعُمٍ | |
|
| عَوائدُه صنعٌ لديكَ جَمِيلُ |
|
وفرعان من دوح الثناء نمتهما | |
|
| من المجد فِي التُّرْبِ الزَّكِيِّ أُصولُ |
|
عقيبان بَيْنَ الحربِ وَالمُلْكِ دولة | |
|
| وعزٌّ مُدَالٌ منهما ومُديلُ |
|
مليكانِ عَمَّ السّلمَ والحربَ منهما | |
|
| غِنىً وَغَنَاءٌ مُبْرَمٌ وَسحيلُ |
|
وَيَهْنِيكَ شَهْرٌ عند ذي العرش شاهِدٌ | |
|
| بأَنك بَرٌّ بالصيام وَصُولُ |
|
فَوُفِّيتَ أَجرَ الصابرين ولا عَدَا | |
|
| مساعِيكَ فَوزٌ عاجلٌ وَقَبُولُ |
|