جَزَعتَ وَلَم تَجزَع مِنَ الشَيبِ مَجزَعا | |
|
| وَقَد فاتَ رِبقِيُّ الشَبابِ فَوَدَّعا |
|
وَلاحَ بَياضٌ في سَوادٍ كَأَنَّهُ | |
|
| صِوارٌ بِجَوٍّ كانَ جَدباً فَأَمرَعا |
|
وَأَقبَلَ إِخوانُ الصَفاءِ فَأَوضَعوا | |
|
| إِلى كُلِّ أَحوى في المَقامَةِ أَفرَعا |
|
تَذَكَّرتُ سَلمى وَالرِكابُ كَأَنَّها | |
|
| قَطاً وارِدٌ بَينَ اللِفاظِ وَلَعلَعا |
|
فَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّها أَو خَيالها | |
|
| أَتانا عَشاء حينَ قُمنا لِنَهجَعا |
|
فَقُلتُ لَها بيتي لَدَينا وَعَرِّسي | |
|
| وَما طَرَقَت بِعدَ الرقادِ لِتَنفَعا |
|
مُنَعَّمَةٌ لَم تَلقَ في العَيشِ تَرحَةً | |
|
| وَلَو تَلقَ بؤساً عَندَ ذاكَ فَتَجدَعا |
|
أَهيمُ بِها لَم أَقضَ مِنها لُبانَةً | |
|
| وَكُنتُ بَها في سالِفِ الدَهرِ موزِعا |
|
كَأَنَّ جَنى الكافورِ وَالمِسكِ خالِصاً | |
|
| وَبَردَ النَدى وَالأُقحُوانَ المُنَزَّعا |
|
وَقَلتاً قرت فيهِ السَحابَةُ ماءَها | |
|
| بِأَنيابِها وَالفارِسِيَّ المُشَعشَعا |
|
وَإِنّي لَأَستَحيي مِن المَشيِ أَبتَغي | |
|
| إِلى غَيرِ ذي المَجدِ المُؤَثَّلِ مَطَمعا |
|
وَأُكرِمُ نَفسي عَن أُمورٍ كَثيرَةٍ | |
|
| حِفاظاً وَأَنهى شُحَّها أَن تَطَلَّعا |
|
وَآخُذُ لِلمولى إِذا ضيمَ حَقَّهُ | |
|
| مِنَ الأَعيَطِ الآبي إِذا ما تَمَنَّعا |
|
فَإِن يَكُ شابَ الرَأسُ مِنّي فَإِنَّني | |
|
| أَبيتُ عَلى نَفسي مَناقِبَ أَربَعا |
|
فَواحِدَةٌ أَن لا أَبيتَ بِغِرَّةٍ | |
|
| إِذا ما سَوامُ الحَيِّ حَولي تَضَوَّعا |
|
وَثانِيَةٌ أَن لا أُصَمِّتُ كَلبَنا | |
|
| إِذا نَزَلَ الأَضيافُ حِرصاً لِنودَعا |
|
وَثالِثَةٌ أَن تُقَذَّعَ جارَتي | |
|
| إِذا كانَ جارُ القَومِ فيهِم مُقَذَعا |
|
وَرابِعَةٌ أَن لا أُحَجِّلَ قِدرَنا | |
|
| عَلى لَحمِها حنَ الشِتاءَ لِنَشبَعا |
|
وَإِنّي لَأُعدي الخَيلَ تُقدَعُ بِالقَنا | |
|
| حَفاظاً عَلى المَلاى الحَريدِ لِيُمنَعا |
|
وَنَحنُ جَلَبنا الخَيلَ مِن سَروِ حِميَرٍ | |
|
| إِلى أَن وَطَئنا أَرضَ خَثعَمَ أَجمَعا |
|
فَمَن يِأتِنا أَو يَعتَرِض بِسَبيلِنا | |
|
| يَجِد أَثَراً دَعساً وَسَخلاً مُوَضَّعا |
|
وَيَلقَ سَقيطاً مِن نِعالٍ كَثيرَةٍ | |
|
| إِذا خَدَمُ الأَرساغِ يَوماً أَلحَموهُ مُقَطَّعا |
|
إِذا ما بَعيرٌ قامَ عُلِّقَ رَحلُهُ | |
|
| وَإِن هُوَ أَنقى أَلحَموهُ مُقَطَّعا |
|
نُريدُ بَني الخَيفانِ إِنَّ دِماءَهُم | |
|
| شِفاءٌ وَما والى زُبَيدٌ وَجَمَّعا |
|
يَقودُ بِأَرسان الجِيادِ سَراتُنا | |
|
| لِيَنقِمنَ وِتراً أَو لِيَدفَعنَ مَدفَعا |
|
تَرى المُهرَةَ الرَوعاءَ تَنفُضُ رَأسَها | |
|
| كَلالاً وَأَيناً وَالكُمَيتَ المُقَزَّعا |
|
وَنَخلَعُ نَعلَ العَبدِ مِن سوءِ قَودِهِ | |
|
| لِكَيما يَكونَ العَبدُ لِلسَهلِ أَضرَعا |
|
وَقَد وَعَدوهُ عُقبة فَمَشى لَها | |
|
| فَما نالَها حَتّى رَأى الصُبحَ أَدرَعا |
|
وَأَوسَعنَ عقبيه دِماء فَأَصبَحَت | |
|
| أَصابِعُ رِجلَيهِ رَواعِفَ دُمَّعا |
|
طَلَعنَ هِضاباً ثُمَّ عالَينَ قَنَّةً | |
|
| وَجاوَزنَ خَيفاً ثُمَّ أَسهَلنَ بَلقَعا |
|
وَتَهدي بِيَ الخَيلَ المُغيرَةَ نَهدَةٌ | |
|
| إِذا ضَبَرَت صابَت قَوائِمُها مَعا |
|
إِذا وَقَعَت إِحدى يَدَيها بِثَبرَةٍ | |
|
| تَجاوَبَ أَثناءُ الثَلاثِ بِدَعدَعا |
|
قُوَيرِحُ سَبعٍ أَو ثَمانٍ تَرى لَها | |
|
| إِذا اِعرَورَتِ البَيداءُ مَشياً هَمَلَّعا |
|
فَأَصبَحنَ لَم يَترُكنَ وِتراً عَلِمتُهُ | |
|
| لِهَمدانَ في سَعدٍ وَأَصبَحنَ طُلَّعا |
|
مُقَرَّبَةٌ أَدنَيتُها وَاِفتَلَيتُها | |
|
| لِتَشهَدَ غُنماً أَو لِتَدفَعَ مَدفَعا |
|
تَشَكّينَ مِن أَعضادِها حينَ مَشيِها | |
|
| أَمِ القَضُّ مِن تَحتِ الدَوابِرِ أَوجَعا |
|
وَمِنّا رَئيسُ يُستَضاءُ بِرَأيِهِ | |
|
| سَناءً وَحُلماً فيهِ فَاِجتَمَعا مَعا |
|
وَسارع أَقوامٌ لِمَجدٍ فَقَصَّروا | |
|
| وَقارَبَها زَيدُ بنُ قَيسٍ فَأَسرَعا |
|
وَلا يَسأَلَ الضَعيفُ الغَريبُ إِذا شَتا | |
|
| بِما زَخَرَتِ قِدري لَهُ حينَ وَدَّعا |
|
فَإِن يَكُ غَثّاً أَو سَميناً فَإِنَّني | |
|
| سَأَجعَلُ عَينَيهِ لِنَفسِهِ مَقنَعا |
|
إِذا حَلَّ قَومي كُنتُ أَوسَطَ دارِهِمِ | |
|
| وَلا أَبتَغي عِندَ الثَنَيَّةِ مَطلَعا |
|