بريَّةٌ بحريَّةٌ حَزْنيةٌ | |
|
|
متكاملٌ فيها السرورُ لمن بها | |
|
| يوماً أقامَ كما تكاملَ سورُها |
|
وخلَتْ قلوبُ قصورِها فاستضحكتْ | |
|
| إذْ عاشَ شاكرُها وماتَ كفورُها |
|
مَنْ حَلَّ فيها نالَ وَصْلَ حبيبها | |
|
| وشفى كليمَ الروحِ منهُ طورُها |
|
ما تلك إلاّ جنَّةُ الدنيا وها | |
|
| ولدانُها جُلِيَتْ عليكَ وحورُها |
|
فمضيَّةٌ وسنيَّةٌ ونديَّةٌ | |
|
| أرجاؤُها ورياضُها وقصورُها |
|
لما بكى فقدَ الهمومِ سحابُها | |
|
| ضحكتْ وقدْ عاشَ السرورَ زهورُها |
|
فالأرضُ منها سندسٌ وخلالَهُ | |
|
| سُلَّتْ سيوفٌ والسيوفُ نهورُها |
|
هيَ دارُ مملكةِ الرضى فلأجلِ ذا | |
|
| قد أُسْبِلَتْ دونَ الهمومِ ستورُها |
|
جُمعتْ فنونُ الطيبِ في أفنانِها | |
|
| وعلا على المِسْكِ الذَّكيِّ عبيرُها |
|
تحكي دُماها غيدُها البيضُ الألى | |
|
|
|
| وهناً فويقَ حصى بروقِ غديرها |
|
|
| عنه القذى ريحُ الصّبا ومرورُها |
|
بألذَّ طعماً مِنْ مَراشفهنَّ إذ | |
|
| تَبْسَمْنَ عَن دُرٍّ يضيءُ بدورُها |
|
تلكَ الثغورُ ودمعُ عاشِقهنّ قد | |
|
| حاكَتْ عقوداً تحتويه نحورُها |
|
كمْ كان فيها للفرنجِ كواعبٌ | |
|
| كانتْ إناثاً واللحاظُ ذكورُها |
|
ومهفهفٍ يَسقي السلافَ كأنما | |
|
| مِنْ مقلتيهِ ووجنتيهِ يديرُها |
|
هلْ نارُها في كاسِها أم كاسُها | |
|
| في نارِها وعلى المنازلِ نورُها |
|
تصفيقُ عاصيها المطيعِ مرقِّصٌ | |
|
| أغصانَها لمَّا شَدَتْهُ طيورُها |
|
فربوعُها محروسةٌ وسفوحُها | |
|
| مأنوسةٌ لا ينطوي منشورُها |
|
فاعجبْ لأرضٍ كالسماءِ منيرةٍ | |
|
| أضحتْ تلوح شموسُها وبدورُها |
|
فتبَسَّمَتْ وتَنَسَّمَتْ أرجاؤُها | |
|
| أرجاً فما الغصنُ النضيرُ نظيرُها |
|
سابَقْتُ بالبيضاءِ في ميدانها | |
|
| شقراءَ جلِّق فاستكنَّ ضميرُها |
|