لِكُلِّ نَبيٍّ عِصمَةٌ وَأَمانَةٌ | |
|
| وَوجهٌ جَميلٌ لِلتُقى وَبِطانَةٌ |
|
وَمِنهُم وَما الإِنصافُ إِلّا ديانَةٌ | |
|
| لِأَحمَدَ خَيرَ العالَمينَ مَكانَةٌ |
|
تُخَصِّصُهُ بِالحُبِّ في المَلإِ الأَعلى
|
لِمَن كانَ في الدُنيا وَفي الدينِ سَيِّداً | |
|
| لِمَن كانَ بِالروحِ الأَمينِ مُؤَيَّداً |
|
لِمَن خُصَّ بالإِسراءِ بِالجِسمِ مُفرَد | |
|
| الأَعلى عَلى الوَرى قَدراً وَأَوضَحِهُم هُدىً |
|
وَأَصدَقُهمِ قَولاً وَأَكرَمُهم فِعلا
|
لَهُ ذِمَّةٌ يُثنى مِنَ العَرشِ حَبلُها إِلى | |
|
| حَبلُها إِلى الفَرشِ مَمدوداً عَلى الخَلقِ ظِلُّها |
|
فَلِلَّهِ مِنهُ باسِطُ الكَفِّ بِاللُهى | |
|
| لِآياتهِ النورُ المُبينُ فَكُلُّها |
|
صَحيحٌ إِذا يُروى فَصيحٌ إِذا يُتلى
|
لَقَد نَهَضَت بِالحَقِّ أَصدَقَ نَهضَةٍ | |
|
| وَرَضَّت فُؤادَ الشِرك أَسحَقَ رَضَّةٍ |
|
كَواكِبُ أَفلاكٍ سَبائِكُ فِضَّةٍ | |
|
| لآلىءُ أَسلاكٍ أَزاهِرُ رَوضَةٍ |
|
فَهاهيَ تُجنى بِالخَواطِرِ أَو تُجلى
|
لَهُ الخَيرُ مَهما جاءَ بِالشَررِ بذَةٌ | |
|
| فَأَنفُسُنا دأباً إِلَيهِ مُغِذَّةٌ |
|
وَفي كُلِّ قَلبٍ حَيثُ أُقبَرُ فَلذَةٌ | |
|
| لِأَسمائِهِ في النُطقِ وَالسَمعِ لَذَّةٌ |
|
فَلِلَّهِ ما أَذكى نَسيماً وَما أَحلى
|
هُوَ الفَجرُ يَبدو لِلعَيانِ عَمودُهُ | |
|
| هُوَ البَدرُ لَم يَنقُصهُ نوراً حَسودُهُ |
|
فَأُقسِمُ حَقّاً لا يُرَدُّشُهودُهُ | |
|
| لأَحسَنَ حَتّى أَحسَبَ الخَلقَ جودُهُ |
|
فَفآءَ لَهُم ظِلّاً وَصابَ لَهُم وَبلا
|
أَتَمُّ الوَرى عِلماً بِحَقِّ إِلَهِهِ | |
|
| وَأَصدَقهُمُ في نَومِهِ واِنتِباهِهِ |
|
وَأَبعَدُهُم عَن غيِّهِ وَسَفاهِهِ | |
|
| لِأُمَّتِهِ الجاهُ المَكينُ بِجاهِهِ |
|
فَإِن أُخِّروا وَقتاً فَقَد قُدِّموا فَضلا
|
أَطاعوهُ فاِستَخذى لَهُم كُلَّ سَيِّدِ | |
|
| وَفازوا بِفَخرٍ خالِدٍ مُتأَبّدِ |
|
فَهُم قادَةُ الدُنيا وَهُم لِلتَعَبُّدِ | |
|
| لِأَنَّهُمُ فازوا بِبِعثَةِ أَحمَدِ |
|
فَفازوا بِمَجدٍ لا يُطالُ وَلا يُعلى
|
لَجَرَّدَ سَيفاً كانَ لِلحَقِّ مُغمَدا | |
|
| فَرَدَّ بِهِ لِلقَصدِ مَن جاروا اِعتَدى |
|
فَلِلَّهِ ما أَزكى وَلِلَّهِ ما هَدى | |
|
| لإِبراءِ أَفهامِ العِبادِ مِنَ الرَدى |
|
بِحُجَّتِهِ العُليا وَشِرعَتِهِ المُثلى
|
أَحاطَت بِهِ طِفلاً عِنايَةُ رَبِّهِ | |
|
| فَنَقّى مِنَ الأَدناسِ جَوهَرَ قَلبِهِ |
|
وَأَرسَلَهُ مِن بَعدُ خَيرَ مُنَبِّهِ | |
|
| لِأَمرٍ رَآهُ اللَهُ أَهلاً لِحُبِّهِ |
|
فَطَهَّرَهُ طِفلاً وَأَرسَلَهُ كَهلا
|
قَواعِدُ مَجدٍ لَم يَشِنها تَضَعضُعُ | |
|
| وَأَجناسُ فَخرٍ لَم تَزَل تَتَنَوَّعُ |
|
وَهَل في عُلاهُ لِلمُخالِفِ مَدفَعُ | |
|
| لِإِسرائِهِ باللَيلِ وَالناسُ هُجَّعُ |
|
دَلائِلُ نَستَهدي بِها الشَرعَ وَالعَقلا
|
دَلائِلُ زادَت في بِلى الدَهرِ جِدَّةً | |
|
| أَمالَت قُلوبَ العارِفينَ مَوَدَّةً |
|
فَلِلَّهِ مِنهُ أَطهَرُ الخَلقِ بُردَةً | |
|
| لأَروى عِبادَ اللَهِ بَدا وَعَودَةً |
|
بِأَنمُلِ كَفٍّ دونَها الديمَةُ الهَطلى
|
أَلا إِنَّهُ الفَرعُ الَّذي بَذأَ صلَهُ | |
|
| فَما بَعَثَ الرَحمنِ في الرُسلِ مِثلَهُ |
|
وَلَيسَ لِخَلقٍ أَن يُسامي فَضلَهُ | |
|
| لآدَمَ تَمَّ الفَخرُ إِذ كانَ نَجلَهُ |
|
لَقَد فاقَ هَذا الفَرعُ في الرُتبَةِ الأَصلا
|
تَواضَعَتِ الأَقدارُ دونَ مَكانِهِ | |
|
| فَما الغَيثُ إِلّا قَطرَةٌ مِن بَنانِهِ |
|
وَلا الغَيبُ إِلّا نُكتَةٌ مِن بَيانِهِ | |
|
| لإِنبائِهِ بِالغَيبِ قَبلَ أَوانِهِ |
|
دَلائِلُ تَشريفٍ قَدِ اتَّصَلَت نَقلا
|
أَمين عَلى وَحيِ الإِلَهِ وَدينِهِ | |
|
| بَدا فَتَمنَىّ البَدرُ ضَوءَ جَبينِهِ |
|
وَجادَ فَوَد الغَيثُ فَيضَ مَعينِهِ | |
|
| لإِشراقِ مَرآهُ وَجودِ يَمينِهِ |
|
مَدى الدَهرِ لا نَخشى ضَلالاً وَلا أَزلا
|
لأَضحى عَنِ الدُنيا إِلى الدينِ مُرشِدا | |
|
| وَفيهِ وَفيها راغِباً وَمُزَهِّداً |
|
لأَوضَح مَخفياً لأَصلَحَ مُفسِداً | |
|
| لأَصبَحَ في الدارَينِ لِلكُلِّ سَيِّداً |
|
وَدونَكَ فاسأل هَل تُحِسُّ لَهُ مِثلا
|
أَبَرُّ عِبادِ اللَهِ ديناً وَعادَةً | |
|
| وَأَنفَعُهُم لِلطالبينَ إِفادَةً |
|
وَأَثبَتَهُمُ في كُلِّ بابٍ سيادَةً | |
|
| لَئن كانَ رُسل اللَهِ لِلناسِ سادَةً |
|
فَأَحمَدُ قَد سادَ النَبيينَ وَالرُسلا
|
شَفيعُ الوَرى وَالهَولُ قَد بَلَغَ المَدى | |
|
| وَقَد شَمِلَ الخَوفُ النَبيَّ وَماعَدا |
|
فَلوذوا بِهِ تَنجوا فَإِنَّ مُحَمَّدا | |
|
| لأَوَّلُ ما تَلقاهُ أُمَّتُهُ غَدا |
|
تُلاقي بِهِ التَرحيبَ وَالمَنزِلَ السَهلا
|
أَبى الوَجدُ إِلّا أَن أَذوقَ فُنونَهُ | |
|
| لِشَوقٍ بَرى قَلبي أَطالَ شُجونَهُ |
|
إِذا ذُكِرَ المُختارُ حَنَّ حَنينَهُ | |
|
| لأَستَمطِرَن الدَمعَ ما عِشتُ دونَهُ |
|
عَسى طولُ هَذا البُعدِ يُعقِبُني وَصلا
|
فَيا لِمُحِبِّ ريعَ للبَينِ سِربُهُ | |
|
| لِذِكرِ نَبيِّ اللَهِ يَرتاحُ قَلبُهُ |
|
وَمَن لي بِهِ وَالمَرءُ ذَنبُهُ | |
|
| لِأَهلِ التُقى وَالبِرِّ يُذخَرُ قُربُهُ |
|
وَأَنّي لِمِثلي أَن يَكونَ لَهُ أَهلا
|