أَيا لائمي أَقصِر عَن اللَومِ أَو زِدِ | |
|
| وَخالِف وَإِلّا إِن عَقَلتَ فَأَسعِدِ |
|
فَما دَدُ مِنّي لا وَلا أَنا مِن دَدِ | |
|
| نَعِمتُ بِذِكرِ الهاشِميِّ مُحَمَّدِ |
|
وَساعَدَني في مَدحِهِ اللَفظُ وَالمَعنى
|
عَكَفتُ عَلَيهِ أُمَّةً بَعدَ أُمَّةٍ | |
|
| أَدينُ بِهِ لِلَّهِ أَفضَلَ أُمَّةٍ |
|
بِنَفسيَ مِنهُ قانِتٌ خَيرُ أُمَّةٍ | |
|
| نَبيٌّ تَمَنَّت بَعثَهُ كُلُّ أُمَّة |
|
وَنَحنُ بِذاكَ الفَضلِ مِن بَينِهِم فُزنا
|
بَدا قَمَراً مَسراهُ شَرقٌ وَمَغرِبُ | |
|
| وَخُصَّت بِمَثواهُ المَدينَةُ يَثرِبُ |
|
وَكانَ لَهُ في سِدرَةِ النورِ مَضرِبُ | |
|
| نَجيٌّ لِرَبِّ العالَمينَ مُقَرَّبُ |
|
حَبيبٌ فَيدنو كُلَّ حين وَيًستَدني
|
خًصوصيَّةٌ أَبقَت لَهُ الذِكرَ خالِداً | |
|
| بِها حازَ رِقَّ المَجدِ طِرفاً وَتالِداً |
|
وَبَرَّزَ في الدُنيا وَفي الدينِ واحِداً | |
|
| نَمَتهُ فُروعُ المَجدِ أُمّاً وَوالِدا |
|
فَأَعظِم بِهِ ظَهراً وَأَكرِم بِهِ بَطنا
|
مِنَ العالِمِ الأَعلى وَما هُوَ مِنهُمُ | |
|
| شَبيهٌ بِهِمِ في الوَصفِ زاكٍ لَدَيهِمُ |
|
رَحيمٌ بِكُلِّ الخَلقِ دانٍ إِلَيهِمُ | |
|
| نَصيحٌ لِأَهلِ الأَرضِ حان عَلَيهِمُ |
|
أَضاءَ لَهُم صُبحاً وَصابَ لَهُم مُزنا
|
هُوَ الحَقُّ يَنفي كُلَّ إِفكٍ وَباطِلٍ | |
|
| هَدى فَأَزاحَ الرَيبَ عَنكُلِّ جاهِلٍ |
|
وَجادَ فَأَنسى كُلَّ طَلٍّ وَوابِلٍ نَدى | |
|
| وَهُدىً قَد أَحسَبا كُلَّ نائِلٍ |
|
لَقَد ضَمِنَ الإِحسانَ لِلخَلقِ وَالحُسنى
|
تَلَقّى الهُدى عَن جبرَئيلَ تَلَقيّاً | |
|
| وَقَد كانَ يأبى الشِركَ قَبلُ تَوَقيّاً |
|
وَلَمّا دَنا لِلحَقِّ باليَدِ مُلقياً | |
|
| نَأى لَيلَة الإِسراءِ عَنّا تَرَقيّاً |
|
فَكانَ دُنوّاً قابَ قَوسَينِ أَو أَدنى
|
فَلِلَّهِ ذاكَ النأيُ إِذ يَدَّني بِهِ | |
|
| لِمُمرِضِهِ مَهما اِشتَكى وَطَبيبِهِ |
|
تَدانيَ أَوّاهِ الفُؤادِ مُنيبِهِ | |
|
| نَفى نَومُهُ تأميلُ قُربِ حَبيبِهِ |
|
فَأَقلَقَ مِنهُ القَلبَ إِذ أَرَّقَ الجَفنا
|
وَأَوجَهَهُ لِلَّهِ اشرَفَ وِجهَةٍ | |
|
| أَفاقَ بِها مِن كُلِّ بأسٍ وَأَهَّةٍ |
|
فَهَذا وَمَن يَنظُر يُمَتَّع بِنُزهَةٍ | |
|
| نَهارهُ هُداهُ لَم يَدَع لَيلَ شُبهَةٍ |
|
فَسِر مُفرَداً فالأَرضُ قَد مُلئَت أَمنا
|
لَهُ القَدَمُ الأَعلى عَلى كُلِّ مُعتَلٍ | |
|
| هُوَ الآخِرُ السامي عَلى كُلِّ أَوَّلٍ |
|
نُفَضِلُهُ أَعزِز بِهِ مِن مُفَضَّلٍ | |
|
| نُقَدِّمُهُ نَصّاً عَلى كُلِّ مُرسَلٍ |
|
وَلا خَلقَ يُستَثنى وَلا خُلقَ يُستَثنى
|
ضَلَلنا فَوافانا بِنورِ هِدايَةٍ | |
|
| نَجَونا بِهِ مِن إِفكِ كُلِّ غَوايَةٍ |
|
نَظَرنا فَلَم نَحصل لَهُ عِندَ غايَةٍ | |
|
| نَقَلنا لَهُ عَن صِحَّةِ أَلفَ آيَةٍ |
|
وَهَل تُنكَرُ الأَزهارُ في الرَوضَةِ الغَنّا
|
وَهَل بَعدَ مَسراهُ لِذي شَرَفٍ شَرَف | |
|
| وَهَل يُنكِرُ الفَضل النَبيئيَّ مَن عَرَف |
|
وَهَل هُوَ إِلّا البَدرُ يَجلودُ جىَ السَدَف | |
|
| نَحَونا بِهِ نَحوَ الصَوابِ فَلَم تَخَف |
|
عَقائِدُنا وَهماً وَأَلسُنُنا لَحنا | |
|
| عَقائِدُنا وَهماً وَأَلسُنُنا لَحنا |
|
تَقاصَرَ عَن أَمداحِهِ قَدرُ نَظمِنا | |
|
| فَنَحنُ نُحَليهِ بِمَبلَغِ فَهمِنا |
|
عَسانا بِعَفوِ اللَهِ عَن سوءِ جُرمِنا | |
|
| نُحَفُّ بِهِ يَومَ الحِسابِ لِعِلمِنا |
|
بِأَنَّ لَهُ جاهاً بامَّتِهِ يُعنى
|
هُوَ العَبدُ إِن أَرضَيتَهُ تُرضِ رَبَّهُ | |
|
| وَمَن زارَهُ فاللَهُ يَغفِرُ ذَنبَهُ |
|
فَها نَحنُ إِذ لَم نُؤتَ في الحالِ قُربَهُ | |
|
| نُعِدُّ ليَومِ العَرضِ وَالوَزنِ حُبَّهُ |
|
وَيُدرِكُنا إِحسانُهُ حَيثُما كُنّا
|
رَعى اللَهُ نَفساً في النُفوس كَريمَةً | |
|
| رَأَت حُبَّهُ فَرضاً عَلَيها عَزيمَةً |
|
فَقالَت وَدَمعُ العَينِ يَهمَعُ ديمَةً | |
|
| نُحبُّ رَسولَ اللَهِ ديناً وَشيمَةً |
|
وَلِم لا وَمَرآهُ هَدى الإِنسَ وَالجِنّا
|
عَجَزنا لَعَمرُ اللَهِ عَن وَصفِ سَمحِهِ | |
|
| واغضائِهِ عَن كُلِّ نَقصٍ وَصَفحِهِ |
|
وَلَو أَنَّنا مِمَّن يَقومُ بِشَرحِهِ | |
|
| نَثَرنا عَلى الأَسماع مِن دُرِّ مَدحِهِ |
|
سُلوكاً عَلَت قَدراً وَقَد رَجَحَت وَزنا
|
نُقِرُّ بِها لِلمَجدِ فيهِ عُيونَهُ | |
|
| وَنَجمَعُ شَتّى وَصفَهُ وَفُنونَهُ |
|
وَلي فيهِ قَلبٌ لَم يُفارِقُ شُجونَهُ | |
|
| نَبَذتُ جَميلَ الصَبرِ في العَيشِ دونَهُ |
|
وَقُلتُ إِلى كَم يَصبِرُ الكَلِفُ المُضنى
|
أَلا لَيتَ شِعري هَل يِعَيني لَمحَةٌ | |
|
| لِرَوضَتِهِ حَيثُ الرَغائِبُ سَمحَةٌ |
|
فَإِنّا وَأَسبابُ الولوعِ مُلِحَّةٌ | |
|
| نَكادُ إِذا هَبَّت لِيَثرِبَ نَفحَةٌ |
|
نَطيرُ لَها شَوقاً وَنَفني بِها حُزنا
|
وَلِلنَفسِ بالأَطماعِ بِالوَصلِ مُتعَةٌ | |
|
| يَخِفُّ بِها وَجدٌ وَثَرقأُ دَمعَة |
|
لِنأي حَبيبٍ حُبُّهُ الدَهرَ شِرعَةٌ | |
|
| نأت دارُهُ عَنّا وَلِلقَلبِ لَوعَةٌ |
|
فَيا لَيتَنا إِذ لَم نُعاينهُقَد زُرنا
|
هُوَ المُصطَفى لِلَّهِ مِن خَيرِ رُسلِهِ | |
|
| رَعَينا لَهُ الحَقَّ المُراعى لِمِثلِهِ |
|
فَها نَحنُ مِن شَوقٍ لِساعَةِ وَصلِهِ | |
|
| نُقَبِّلُ بالأَفكارِ آثارَ نَعلِهِ |
|
وَمَن فاتَهُ المَحبوبُ حَنَّ إِلى المَغنى
|