صَبَوتَ إِلى الدُنيا وَذو اللُّبِّ لا يصبوا | |
|
| وَغَرَّكَ مِنها السِلمُ باطِنُها حَربُ |
|
فَذَرها وَشَرِّق لا يَقرَّ بِكَ الغَربُ | |
|
| بِيَثرِبَ نورٌ لِلنُبوَّةِ لا يَخبو |
|
تَشارَكَ في إِدراكِهِ الطَرفُ وَالقَلبُ
|
بِهِ فاستَنِر إِن تَنتَهِض بِكَ هِمَّةٌ | |
|
| وَلاتَنتَقِض مِن دونِهِ لَكَ عَزمَةٌ |
|
فَكُلُّ ضياءٍ دونَهُ فَهوَ دُهمَةٌ | |
|
| بَداوَ بِقاعُ الأَرضِ ظُلمٌ وَظُلمَةٌ |
|
فَأَشرَقَتِ الأَرجاءُ واِنقَشَعَ الكَربُ
|
أَلَهفي لِعُمرٍ في المَحالِ أَضَعتُهُ | |
|
| سَمِعتُ بِهِ أَمرَ الهَوى وَأَطَعتُهُ |
|
كَأَنّيَ لَم أَعرِف نَبيّاً عَرَفتُهُ | |
|
| بِكُلِّ كِتابٍ لِلنَبيينَ نَعتُهُ |
|
وَقَد مَرَّ ما قالَ النَبيونَ وَالكُتبُ
|
نَبيٌّ بِغَيرِ الوَحي لا يَتَصَرَّفُ | |
|
| عَفوٌّ عَنِ الجاني وَقَد يَتَوَقَّفُ |
|
يَلينُ بإِذنِ اللَهِ حيناً وَيَعنِفُ | |
|
| بَشيرٌ نَذيرٌ موثرٌ مُتَعَطِّفٌ |
|
لَهُ الديمَةُ الهَطلاءُ وَالعَطَنُ الرَحبُ
|
فَأَثنِ عَلَيهِ بالسَخاءِ وَبالحَيا | |
|
| وَبالصَبر يَومَ البأسِ إِن كُنتَ مُثنيا |
|
بِحَقٍّ وَقُل فيهِ وَلا تَخشَ مُنحيا | |
|
| بَذولٌ فَلا جَدبٌ إِذا بَخِلَ الحَيا |
|
مَلاذٌ فَلا خَوفٌ إِذاصَمَّمَ العَضبُ
|
لَهُ القَدَمُ المَعلومُ في البأسِ وَالنَدى | |
|
| فَقَد وَهَبَ الأَعلاقَ واصطَلمَ العِدى |
|
وَفي كُلِّ خَيرٍ جُملَةً بَلَغَ المَدى | |
|
| بَواطِنُهُ نورٌظَواهِرُهُ هُدى |
|
فَلا هَديُهُ يَخفى وَلا نورُهُ يَخبو
|
لَهُ خُلُقٌ عَذبٌ وَبِرٌّ وَوصلَةٌ | |
|
| وَصَبرٌ عَلى جَهلِ الجَهولِ وَمُهلَةٌ |
|
وَوَجهٌ كَما لاحَت مِنَ البَدرِ جُملَةٌ | |
|
| بَهيٌّ مَهيبٌ لَم تُعاينهُ مُقلَةٌ |
|
مَنَ الناسِ إِلّا شَفَّها الرُعبُ وَالحُبُّ
|
أَلا إِنَّ مَولاهُ أَرادَ اِصطِناعَهُ | |
|
| فَحَسَّنَ مِنهُخُلقَهُ وَطِباعَهُ |
|
فأَظهَرَ مِنهُ دينَهُ وَأَشاعَهُ | |
|
| بَليغٌ إِذا اِستَعصى اللِسانُ أَطاعَهُ |
|
لِسانٌ بِقَولِ الحَقِّ مُنطَلقٌ رَطبُ
|
لَهُ في اِقتيادِ الخَلقِ بالحَقِّ مَنزَعُ | |
|
| وَثَبتٌ لأَمرِ اللَهِ لِلخَلقِ أَجمَعُ |
|
وَفي كُلِّ خَطبٍ داؤُهُ يُتَوقَّعُ | |
|
| بَيانٌ لَهُ في النَفعِ وَالضُرِّ مَوقِعُ |
|
عَلَيهِ تُحَلُّ السِلمُ أَو تُعقَدُ الحَربُ
|
انافُ بِوَحي اللَهِ أَيَّ إِنافَةٍ | |
|
| عَلى كُلِّ ذي زَجرٍ وَكُلِّ عيافَةٍ |
|
وَكَيفَ يُجاري بِاختِراعِ خُرافَةٍ | |
|
| بَريءٌ بِشَقِّ الصَدرِ مِن كُلِّ آفَةٍ |
|
فَلا لَمَمٌ يُعزى إِلَيهِ وَلا ذَنبُ
|
لأَشرَقَتِ الدُنيا بِنورِ بَيانِهِ | |
|
| أَلَهفي عَلى ما فاتَني مِن عيانِهِ |
|
يُحَدِّثُ مِنهُ عَن عُلومِ جَنانِهِ | |
|
| بَصيرٌ بِسِرِّ الغَيبِ قَبلَ كيانِهِ |
|
لَهُ يَقرُبُ المَرمى وَتَرتَفِعُ الحُجبُ
|
فأَعظِم بِرِفدٍ مِنهُ قَد صابَ عُرفُه | |
|
| وَأَكرِم بِذِكرٍ مِنهُ قَد طابَ عَرفُه |
|
بَصيرَتُهُ في الأَمرِ يُشكِلُ صَرفُهُ | |
|
| بَصيرَةُ مَعصومٍ إِذا نامَ طَرفُهُ |
|
فَلِلقَلبِ طَرفٌ لا يَنامُ لَهُ هُدبُ
|
عَلى أَحمَدٍ مِن رَبِّهِ صَلَواتُهُ | |
|
| لَقَد عَظُمَت في خَلقِهِ بَرَكاتُهُ |
|
لَقَد بَهَرَت شَمسَ الضحى مُعجِزاتُهُ | |
|
| بَراهينُهُ لا تَنقَضي وَهِباتُهُ |
|
فآياتُهُ شُهبٌ وَأَنمُلُهُ سُحبُ
|
وَلَمّا اِجتَباهُ رَبُّهُ لِلمَكارِمِ | |
|
| فَهانَت لَدَيهِ أُمَّهاتُ العَظائِمِ |
|
وَما أَخَذَتهُ فيهِ لَومَةُ لائِم | |
|
| بَني قُبَّةَ الإِسلامِ فَوقَ دَعائِمِ |
|
مِنَ الخَمسِ في أَفيائِها العُجمُ وَالعُربُ
|
بَناها فَحاطَ العَينَ مِنها مَعَ الحِمى | |
|
| كَريمُ المَساعي لا يُسامى إِذا اِنتَمى |
|
خَلائِقُهُ أَندى مِنَ الغَيثِ إِذ هَمى | |
|
| بوارِقُهُ تَهدي القُلوبَ مِنَ العَمى |
|
فَلا عِلَّةٌ تُخشى وَقَد أَنجَحَ الطِبُّ
|
أَتُبصِرُ أَم غَطّى بَصيرَتَكَ القَذى | |
|
| سَجايا رَسولِ اللَهِ أَحمَدَ فَوقَ ذا |
|
إِذا شيءَ مِنهُ الخَيرُ لَم يَنأَ عَن إِذا | |
|
| بَديعُ السَجايا فَهوَ بَذلٌ وَلا أَذى |
|
وَمَنُّ وَلا مَنٌّ وَصَفحٌ وَلا عَتبُ
|
مُحَمَّدٌ الأَهدى مَقالاً وَحُجَّةً | |
|
| مُبينُ الهُدى لِلسالكينَ مَحَجَّةً |
|
وَأَصدَقُ مَن يَمشي عَلى الأَرضِ لَهجَةً | |
|
| بِهِ خُتِمَ السِلكُ النَبيئيُّ بَهجَةً |
|
لَهُ القُربُ مِنَ دونِ الوَرى وَلَهُ الحُبُّ
|
وَهَل بَعدَ مَسراهُ لِمَولاهُ غايَةٌ | |
|
| هُوَ العَبدُ حَقّاً قَرَّبَتهُ عِنايَةٌ |
|
نِهايَتُهُ لَمتَكتَسِبَها بِدايَةٌ | |
|
| بِدايَتُهُ لِلمُرسَلينَ نِهايَةٌ |
|
هُمُ الشُهبُ حُسناً حَولَهُ وَهُوَ القُطبُ
|
أُحِبُّ رَسولَ اللَهِ حُبَّ مُوَحِدٍّ | |
|
| وَأَمدَحُهُ بِالحَقِّ غَيرَ مُفَنَّدٍ |
|
وَإِن بَلَغَ المَطلوبََ بالمَدحِ مُجتَدٍ | |
|
| بَلَغنا بِمَدحِ الهاشميِّ مُحَمَّدٍ |
|
ذُرى قُنَنٍ ما إِن تُطاوِلُها الهُضبُ
|
لَقَد فازَ مَن لَبّى وَطافَ وزارَهُ | |
|
| وَمَرَّغَ في ذاكَ التُرابِ عِذارَهُ |
|
يَقولُ وَقَد أَدنى الهَوى مِنهُ دارَهُ | |
|
| بِحُبِّ رَسولِ اللَهِ نَرجو جِوارَهُ |
|
وَكُلُّ مُحِبٍّ فالحَبيبُ لَهُ حَسبُ
|