خَليلَيَّ عوجا بالمُحصَّبِ وانزلا | |
|
| وَلا تَبغيا عَن خَيفِهِ مُتَحَوَّلا |
|
فَأَكرِم بِهِ مَغنىً تَحَرّا مُنَزلا | |
|
| أَحَقُّ عِبادِ اللَهِ بِالمَجدِ وَالعُلا |
|
نَبيّ لَهُ أَعلى الجِنانِ مُبَوَّأُ
|
نَبيٌّ عَظيمُ القَدرِ بِالحَقِّ مُرسَلُ | |
|
| يُعَلُّ بِهِ مُذ كانَ طِفلاً وَيُنهَلُ |
|
فَلِلَّهِ مِنهُ وَهوَ أَعلى وَأَكمَلُ | |
|
| أَمينٌ لإِرشادِ العِبادِ مُؤَهَّلُ |
|
حَبيبٌ بِأَسرارِ القُلوبِ مُنَبأُ
|
أَفاضَ النَدى فَيضاً وَأَعمَلَ صَعدَةً | |
|
| فَساس بِذاك الخَلقَ ليناً وَشِدَّةً |
|
فَيا حَبَّذا مِنهُ لِمَن شاءَ عُمدَةً | |
|
| إِمامٌ لِرُسلِ اللَهِ بَدأً وَعَودَةً |
|
بِهِ يُختَمُ الذِكرُ الجَميلُ وَيُبدأُ
|
لَهُ رُتبَةٌ فَوقَ السماكَينِ قَد سَمَت | |
|
| وَكَفُّ نَدىً تَحكي السَحابَ مَتى هَمَت |
|
وَآيُ هُدىً بِالأَمرِ وَالنَهيِ أُحكِمَت | |
|
| إِذا عُدِّدَت لِلرُسلِ آيٌ تَقَدَّمَت |
|
فَآيُ رَسولِ اللَهِ أَجلى وَأَضوأُ
|
أَلَيسَ الَّذي حازَ المَفاخِرَ وَالعُلا | |
|
| بِما نَصَّ مِن آي الكِتابِ وَما تَلا |
|
وَأَنّي يُدانى في المَكانِ الَّذي اِعتَلى | |
|
| أَتَمُّ الوَرى جاهاً وَأَبهَرُهُم حُلى |
|
لَهُ المَدحُ يُجلى وَالشَفاعَةُ تُخبأُ
|
حَوى كُلَّ مَجدٍ لِلوَرى وَجلالَةٍ | |
|
| وَجاءَ بآياتٍ مَحَت كُلَّ قالَةٍ |
|
فَمَن شَكَّ فيهِ فَهوَ حِلفُ ضَلالَةٍ | |
|
| أَفي الحَقِّ شَكٌّ بَعدَ أَلفِ دِلالَةٍ |
|
تَقَدَّمَها ذِكرٌ مَدى الدَهرِ يُقرأُ
|
لِتَخصيصِهِ فَوقَ الخُصوصِ مَزيَّةٌ | |
|
| ثَنَتهُ إِلَيها قِسمَةٌ أَزَليَّةٌ |
|
مَكانَتُهُ في المُرسَلينَ عَليَّةٌ | |
|
| إِنارَتُهُ حِسّاً وَعَقلاً جَليَّةٌ |
|
فَلا الوَهمُ يَستَولي وَلا الشَكُّ يَطرأُ
|
فَكَم فاسِدٍ أَضحى بِهِ وَهوَ صالِحُ | |
|
| وَكَم باطِلٍ وَلّى بِهِ وَهوَ طآئح |
|
رَسولٌ لأَسرارِ المُنافِقِ فاضِحُ | |
|
| أَبانَ الهُدى فالحَقُّ أَبلَجُ واضِحٌ |
|
وَصانَ الوَرى فالعَيشُ حُلوٌ مُهَنّأُ
|
بَنى قُبَّةَ الإِسلامِ تَظهَرُ خَمسُها | |
|
| فَأَشرَقَ بَدرُ الصالِحاتِ وَشَمسُها |
|
وَإِذ كانَ مَوضوعاً عَلى البِرِّ أُسُّها | |
|
| أَطاعَتهُ جِنُّ الأَرضِ طَوعاً وإِنسُها |
|
وَفُضِّلَ بِالسَبقِ الفَريقُ المُبَدأُ
|
أُولو البِرِّ وَالتَقوى وَأَهلُ الفَضائِلِ | |
|
| عِصابَةُ إِشفاقٍ وَخَيرٍ وَنآئِلِ |
|
سَمَت بِقبولِ الحَقِّ مِن خَيرِ قائِلِ | |
|
| أَقَرَّت لآياتٍ لَهُ وَدَلائِلِ |
|
بِها الصُبحُ طَلقٌ وَالطَريقُ موطأُ
|
أُحِبُّ النَبيَّ الهاشميَّ مُحَمَّداً | |
|
| أَجَلَّ الوَرى ذاتاً وَأَصلاً وَمَحتِداً |
|
وَأَطيَبَهُم نَفساً وَأَطوَلَهُم يَداً | |
|
| أَطابَ لَهُ الرَحمنُ نَشأً وَمَوالِداً |
|
فَما زالَ مِمَّن خالَفَ الحَقَّ يَبرأُ
|
عَلى كُلِّ فَنٍّ فَضَّلَ اللَهُ فَنَّهُ | |
|
| بِأَن فَرَضَ الدينَ القَويمَ وَسَنَّهُ |
|
فَقَد ساسَ إِنسَ الخَلقِ طُرّا وَجِنَّهُ | |
|
| أَعِد نَظَراً في الخَلق تَعلَم بِأَنَّهُ |
|
كَأَحمَدَ لَم ينشأ وَلا هوَ يُنشأُ
|
جَزآءُ مُطيعِيهِ حَريرٌ وَجَنَّةٌ | |
|
| فَدَع قَولَ كَفّارٍ أَصابَتهُ جِنَّةٌ |
|
فَما هُوَ إِلّا مِن جَهَنَّمَ جُنَّةٌ | |
|
| أَغاثَ بِهِ اللَهُ الوَرى فَهوَ مُزنَةٌ |
|
تُروي الصَدى أَو ظُلَّةٌ تُتَفيأُ
|
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَه آواهُ إِذ أَوى | |
|
| بِغارِ حِرآءٍ لِلمآلِ الَّذي نَوى |
|
فَلَما أُديل القُربُ مِن وَحشَةِ النَوى | |
|
| أَفَقنا بِهِ مِن غَمرَةِ الغيِّ وَالهَوى |
|
فَلا الطِبُّ مَعدومٌ وَلا النُجحُ مُرجأُ
|
نَبيُّ الهُدى بَحرُ النَدى صارِمُ العِدى | |
|
| مُبيدُهُمُ بِالسَيفِ إِذ أَبوا الهُدى |
|
وَظَنّوا بِجَهلٍ أَنَّهُم تُرِكوا سُدى | |
|
| أَتى وَالوَرى أَسرى الضَلالاتِ وَالرَدى |
|
فأَنقَذَهُم نورٌ يَدُلُّ وَيَكلأُ
|
مَحوطٌ بِحِفظِ اللَهِ في كُلِّ هَيئَةٍ | |
|
| فَفي حالِ إِيلادٍ وَفي حالِ نَشأةٍ |
|
فَلَمّا اِنتَهى بأساً أُمِدَّ بِجُرأَةٍ | |
|
| أَذَلَّ رِقابَ المُشركينَ بِوَطأَةٍ |
|
ضُلوعُهُمُ مِن ذُعرِها لَيسَ تَهدأُ
|
هُوَ المُصطَفى المَحبوبُ طَبعاً وَقُربَةً | |
|
| تَقَدَّسَ ذاتاً ثُمَّ قَبراً وَتُربَةً |
|
أَقولُ وَأَعينهِهَوىً وَمَحَبَّةً | |
|
| أُحِبُّ رَسولَ اللَهِ شَوقاً وَحِسبَةً |
|
لَعَلي غَداً عَن حَوضِهِ لا أُحَلّأُ
|
مَلائِكَةُ الرَحمَنِ قالَت بِفَضلِهِ | |
|
| وَحَنَّت كَما حَنَّ المُحِبُّ لِوَصلِهِ |
|
حَرامٌ عَلى الأَيّامِ إِيجادُ مِثلِهِ | |
|
| أَحِنُّ إِلى تَقبيلِ مَوطيءِ نَعلِهِ |
|
لَعَلّيَ أَروى بِالَّذي كُنتُ أَظمأُ
|
أَفي الرُسلِ مَن بالهاشميّ يُشَبَّهُ | |
|
| حَرامٌ عَلَيهِ النارُ قَلبٌ أَحَبَّهُ |
|
رَسولٌ كَريمٌ ما عَصى قَطُّ رَبَّهُ | |
|
| أُعِدُّ لأَهوالِ القيامَةِ حُبَّهُ |
|
وَحَسبي فَلي مِنهُ مَلاذٌ وَمَلجأُ
|
عَسى وَطَنٌ يَدنو بِهِ وَلَعَلَّما | |
|
| وَإِلّا فَلا أَنفَكُّ دَهريَ مُغرَماً |
|
حَليفَ أَسىً قَد خالَطَ اللَحمَ وَالدما | |
|
| أُعَلِّلُ نَفسي بالوِصالِ وَرُبَّما |
|
تَشَكّى الفَتى أَدواءَهُ وَهيَ تَبَرأُ
|